الازمة الاقتصادية

تعرف الأزمات الأقتصادية Economic Crises بأنها اضطراب
فجائي يطرأ على التوازن الاقتصادي في قطر ما أو عدة
أقطار. وهي تطلق بصفة خاصة على الاضطراب الناشيء عن أختلال التوازن بين الأنتاج والأستهلاك.
ويستعمل الاقتصاديون الغربيون أصطلاح الدورة
Cycle بدلا من كلمة Crise التي تدل على الأزمة، بينما
يلاحظ أن هناك فرق بين التعبيرين، فالأزمة تدل على الاختلال أو الاضطراب في حين أن
الدورة Cycle تدل على الإنتظام في التعاقب الذي تخضع له الظواهر الطبيعية.

والأزمة الحالية
بدأت بالرهون العقارية. فقد فتحت البنوك أبوابها وقلوبها لذوي الدخول
المحدودة وأعربت لهم عن استعدادها لتمويل شراء منازل لهم، بضمان المنزل
المُشْتَرَى، على أن تسدد المبالغ على أقساط طويلة الأجل. وكان في حساب
البنوك أن العقارات مضمونة، وأسعارها في ازدياد مستمر، ولا خوف على
استثماراتها في هذا المجال، إذ إنها تستطيع في أي وقت يتوقف فيه العميل عن
سداد الأقساط حجز المنزل وبيعه بربح كبير.
ولكن حساب الحقل لم ينطبق
على حساب البيدر كما يقولون، فقد انخفضت أسعار العقارات بنسبة كبيرة،
وباتت البيوت التي اشتراها الفقراء بالدين لا تساوي حتى نصف قيمة الديون
التي تراكمت عليهم مع فوائدها، فتوقفوا عن الدفع، لتلجأ البنوك إلى حجز
منازلهم وأثاثها، وأية حسابات مصرفية أو ممتلكات أخرى لأصحابها، وقد
اعترفت الحكومة الأمريكية أن ما يزيد على 14% من هؤلاء تم الحجز على
بيوتهم وأملاكهم وتحولوا إلى مشردين بلا مأوى ولا مال.
وانتقلت
الأزمة إلى أوروبا التي كانت بنوكها تتعامل بالطريقة ذاتها. وتشير
الإحصاءات إلى أن ما يزيد على 37740 مواطناً بريطانياً تعرضت منازلهم
للحجز، لأنهم لم يتمكنوا من دفع الأقساط. والحال في إسبانيا وإيرلندا
وفرنسا وإلمانيا ربما أسوأ.
ولم تقف الأزمة عند الرهون العقارية
والبنوك التي تتعامل بها، وإنما انتقلت إلى قطاعات اقتصادية أخرى تستثمر
فيها البنوك التي أعلن العديد منها إفلاسها. مما وضع علامة استفهام كبيرة
على النظام المالي العالمي كله، وكشف أن العالم بحاجة إلى نظام اقتصادي
جديد يخلف نظام بريتنوود. وأخطر ما في الأزمة العالمية الحالية هي إنها
طالت الولايات المتحدة، وعندما تعطس أمريكا يصاب العالم كله بالزكام.

الازمة الاقتصادية

الازمة الاقتصادية

رد: الازمة الاقتصادية