منتديات التربية والتعليم الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
زيراوي
زيراوي
المدير العام
المدير العام
ذكر
عدد الرسائل : 3863
العمر : 53
العمل/الترفيه : استاذ
نقاط النشاط : 78
نقاط : 1004
تاريخ التسجيل : 29/01/2008
https://msilaedc.yoo7.com

تاريخ الشيعة Empty تاريخ الشيعة

الإثنين 26 مايو 2008 - 0:33
تاريخ الشيعة ..من البداية حتي الان

الشــــــــيعة فـــي اللغـــــــــة

قال الجوهري رحمه الله: «شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره, يقال: شايعه كما
يقال: والاه من الولي.. وتشيع الرجل أي: ادعى دعوى الشيعة, وتشايع القوم
صاروا شيعًا, وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيع, وقوله
تعالى: "كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ"[سبأ:54] أي بأمثالهم من
الأمم الماضية([1]).

وجاء في المصباح المنير: «والشيعة: الأتباع والأنصار, وكل قوم اجتمعوا على
أمر فهم شيعة, ثم صارت الشيعة نبزًا – أي وصفًا- لجماعة مخصوصة, والجمع:
شِيَع مثل سِدْرة وسِدَر, والأشياع جمع الجمع, وشيعت رمضان بست من شوال
أتبعته بها» ([2]).

فالشيعة: من حيث مدلولها اللغوي تعني: القوم والصحب والأتباع والأعوان,
وقد ورد هذا المعنى في بعض آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى:
"فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا
مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ" [القصص:15].
وقال تعالى: "وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ" [الصافات:83].
فلفظ الشيعة في الآية الأولى تعني القوم, وفي الثانية: تشير إلى الأتباع الذين يوافقون على الرأي والنهج ويشاركون فيهما ([3]).

أولاً تعريف الشيعة اصطلاحًا:
كلمة «شيعة» اتخذت معنى اصطلاحيًا مستقلاً, حيث أطلقت على جماعة اعتقدوا
أن الأمامة ليست من المصالح العامة التي ترجع إلى نظر الأمة, ويتعين
القائم بها بتعيينهم, بل إنها ركن الدين وقاعدة الإسلام, ولا يجوز لنبي
إغفالها ولا تفويضها إلى الأمة, بل يجب عليه أن يعين الإمام للأمة ([4]).

فقد قال أبو الحسن الأشعري في صدد ذكره للشيعة:«وإنما قيل لهم الشيعة:
لأنهم شايعوا عليًا - رضوان الله عليه- ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله
» ([5]).

وقال عبد الرحمن بن خلدون: «اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب والأتباع, ويطلق
في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على أتباع علي وبنيه
-رضي الله عنهم- ومذهبهم جميعًا متفقين عليه أن الإمامة ليست من المصالح
العامة التي تفوض إلى نظر الأمة, بل يجب عليه تعيين الإمام لهم ويكون
معصومًا من الكبائر والصغائر, وإن عليًا t هو الذي عينه صلوات الله وسلامه
عليه بنصوص ينقلونها ويؤولونها على مقتضى مذهبهم, لا يعرفها جهابذة السنة
ولا نقلة الشريعة, بل أكثرها موضوع أو مطعون في طريقه أو بعيد عن
تأويلاتهم الفاسدة» ([6]).

ثانيًا: تعريف الرافضة:
الرفض لغة: الترك, وقد رفضه يرفضه رفضًا.
قال الأصمعي: «سموا بذلك لتركهم زيد بن علي t» ([7]).

فالرفض في اللغة معناه الترك والتخلي عن الشيء.
وأما في الاصطلاح: هم قوم من الشيعة سموا بذلك؛ لأنهم تركوا زيد بن علي,
قال الأصمعي: «كانوا بايعوه ثم قالوا له: ابرأ من الشيخين نقاتل معك,
فأبى, وقال: كانا وزيري جدي فلا أبرأ منهما, فرفضوه, وارفضوه عنه فسموا
رافضة» ([8]).
قال عبد الله بن أحمد -رحمه الله-: قلت لأبي: «من الرافضي؟ قال: الذي يشتم ويسب أبا بكر وعمر» ([9]).

ثالثًا: سبب تسميتهم بهذا الاسم:
عندما خرج زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم على
هشام بن عبد الملك كان في جيشه من يشتم أبا بكر وعمر فمنعهم, فرفضوه, ولم
يبق معه إلا مائتا فارس, فقال لهم – أي زيد بن علي-: رفضتموني, قالوا:
نعم, فبقى عليهم هذا الاسم ([10])

, وكان ذلك في سنة ثنتين وعشرين ومائة. يقول ابن كثير
– رحمه الله- في صدد بيانه ما حدث في هذه السنة: «فيها كان مقتل زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, وكان سبب ذلك أنه لما أخذ البيعة ممن
بايعه من أهل الكوفة أمرهم في أول هذه السنة بالخروج والتأهب له, فشرعوا
في أخذ الأهبة لذلك, فانطلق رجل يقال له سليمان بن سراقة إلى يوسف بن عمر
نائب العراق فأخبره –وهو بالحيرة يومئذ- خبر زيد بن علي هذا, وكان معه من
أهل
الكوفة, فبعث يوسف ابن عمر يطلبه ويلح في طلبه, فلما علمت الشيعة ذلك
اجتمعوا عند زيد بن علي فقالوا له: ما قولك –يرحمك الله- في أبي بكر وعمر؟
فقال: غفر الله لهما, ما سمعت أحدًا من أهل بيتي تبرأ منهما, وأنا لا أقول
فيهما إلا خيرًا, قالوا: فلم تطلب إذًا بدم أهل البيت؟ فقال: إنا كنا أحق
الناس بهذا الأمر, ولكن القوم استأثروا علينا به ودفعونا عنه, ولم يبلغ
ذلك عندنا بهم كفرًا, وقد ولوا فعدلوا وعملوا بالكتاب والسنة, قالوا: فلم
تقاتل هؤلاء إذًا؟ قال: إن هؤلاء ليسوا كأولئك, إن هؤلاء ظلموا الناس
وظلموا أنفسهم, وإني أدعو إلى كتاب الله وسنة نبيه وإحياء السنن وإماتة
البدع, فإن تسمعوا يكن خيرًا لكم ولي, وإن تأبوا فلست عليك بوكيل, فرفضوه
وانصرفوا عنه ونقضوا بيعته وتركوه, فلهذا سموا الرافضة من يومئذ» ([11]).

وبهذا يتبين سبب تسميتهم بالرافضة, لرفضهم زيد بن علي الذي منعهم من سب
الشيخين رضي الله عنهما, وأصبحت كلمة الرافضة تطلق على كل من غلا في مذهب
الشيعة وأجاز الطعن في الصحابة.

رابعًا: بداية نشأة التشيع:
تذكر كتب التاريخ أن أول من زرع فكرة التشيع في الأمة رجل يهودي يقال له:
عبد الله بن سبأ, أظهر الإسلام للطعن فيه, وكان ذلك زمن الخليفة الراشد ذي
النورين عثمان بن عفان t, وتنقل ابن سبأ بين المدينة والبصرة والكوفة ومصر
والشام, والتف حوله المفسدون والحاقدون من المنافقين والجهال بحقيقة الدين.
ونشط ابن سبأ المعروف بابن السوداء في بث فكرتين أساسيتين لأهدافه اليهودية هما:
الأولى: دعوته إلى اعتقاد رجعة النبي وكان يقول: «عجبًا ممن يزعم أن عيسى
سيرجع ويكذب بأن محمدًا سيرجع, وقد قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ"[القصص:85].
الثانية: دعوته إلى اعتقاد «أن لكل نبي وصيًا وعلي وصي لمحمد, ومحمد خاتم
الأنبياء, وعلي خاتم الأوصياء, ومن أظلم ممن يمنع وصية رسول الله ووثب على
حق وصيته وتناول أمر الأمة».
وأرسل ابن سبأ أصحابه وأتباعه في الأمصار ليكتبوا ظلمًا وزورًا وبهتانًا
للطعن في الولاة, وينسبوا ذلك لخليفة المسلمين وحثهم على الظهور بالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر, حتى يلتف حولهم العوام, وزوروا رسائل
نسبوها إلى عثمان t للدس والوقيعة بين الأمة وخليفتها وولاتها.
وهيَّج الأمصار واستجاب أهل البصرة والكوفة ومصر لأهدافه القريبة, وكان من
نتائج دسائسه قتل الخليفة الراشد عثمان t بغير حق ظلمًا وعدوانًا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- مبينًا أن ابن سبأ أول من
أحدث الرفض والغلو المذموم, قال: «وأصل الرفض من المنافقين والزنادقة فإنه
ابتدعه ابن سبأ الزنديق وأظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه,
وادعى العصمة له»([12]).

وذكر أيضًا: «أن ابن سبأ المنافق الزنديق أراد فساد دين الإسلام, وأراد أن
يصنع بالمسلمين ما صنع بولس بالنصارى, لكن لم يتأت له ما تأتى لبولس لضعف
النصارى وعقلهم, فإن المسيح عليه السلام رُفع ولم يتبعه خلق كثير يعلمون
دينه, ويقومون به علمًا وعملاً, فلما ابتدع بولس ما ابتدع من الغلو في
المسيح اتبعه على ذلك طوائف وأحبوا الغلو في المسيح, فقام أهل الحق
فخالفوهم وأنكروا عليهم فقتلت الملوك بعضهم, وبعضهم اعتزلوا في الصوامع
والأديرة, وهذه الأمة ولله الحمد لا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق, فلا
يتمكن ملحد ولا مبتدع من إفساده بغلو أو انتصار على الحق, ولكن يضل من
يتبعه على ضلاله»([13]).
ولوضوح خبثه وكيده وشدة حقده على الإسلام والمسلمين لم يذكره أحد من أهل
الإيمان بخير, وإنما وصفوه بأنه أول من سن لأهل الخذلان النيل من أبي بكر
وعمر رضي الله عنهما, ووصفوه بالخبث والكذب والنفاق والزندقة وبأنه ضال
مضل.
ذكر ابن حجر من طريق أبي إسحاق الفزاري أن سويد بن غفلة دخل على عليٍّ في
إمارته, فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر ويرون أنك تضمر لهما مثل
ذلك, فقال علي: ما لي ولهذا الخبيث الأسود, ثم قال: معاذ الله أن أضمر
لهما إلا الحسن الجميل, ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ فسيره إلى المدائن,
وقال: لا يساكنني في بلدة أبدًا, ثم نهض إلى المنبر حتى اجتمع الناس, ثم
أثنى على الشيخين ثناء طويلاً, وقال في آخره: «ألا ولا يبلغني عن أحد
يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفترى» ([14]).

وتذكر بعض الروايات أن عليًا t هم بقتله ودعا بالسيف, فكلم فيه, فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه, فسيره إلى المدائن([15]).

وذكر ابن عساكر بإسناده إلى أبي الجلاسي قال: سمعت عليًا يقول لعبد الله
السبئي: «ويلك, والله ما أفضى إليَّ بشيء كتمه أحد من الناس وقد سمعته يقول: «إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابًا» وإنك لأحدهم» ([16]).

فعلي t حكم على ابن سبأ بأنه خبيث, وهم بقتله, ولما تراجع عن قتله نفاه إلى المدائن, وبين بأنه أحد الدجالين.
وقال الحافظ الذهبي في شأن ابن سبأ: عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ضال
مضل, أحسب أن عليًا حرقه بالنار, وزعم أن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه
علي فنفاه علي بعد ما هم به» ([17]).

وقال الحافظ ابن حجر بعد أن أورد روايات في ذمه: «وأخبار عبد الله بن سبأ
شهيرة في التواريخ, وليست له رواية ولله الحمد, وله أتباع يقال لهم
السبئية يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب, وقد أحرقهم علي بالنار في
خلافته»([18]).

قلت: والحرق بالنار منهي عنه شرعًا, كان يكفي قتلهم بالسيف.
وبذلك يتضح للقارئ الكريم أن ابن سبأ اليهودي هو أول من زرع فكرة التشيع
وقال بالرجعة والوصية وتلقفها عنه أتباعه وبعض من قلت بضاعتهم من العلم
والهدى([19]).

والدارس للتاريخ يتضح له أن الأمة في هزاتها العنيفة يكون سببها رجالاً
حاقدين على الإسلام, يتقنون دور التخفي بين أوساط المسلمين ولا يكلُّون
ولا يملون من بذر ونشر أفكارهم الشيطانية المناهضة للعقيدة الإسلامية
المنبثقة من كتاب الله وسنة النبي


عدل سابقا من قبل زيراوي في الإثنين 26 مايو 2008 - 0:36 عدل 1 مرات
زيراوي
زيراوي
المدير العام
المدير العام
ذكر
عدد الرسائل : 3863
العمر : 53
العمل/الترفيه : استاذ
نقاط النشاط : 78
نقاط : 1004
تاريخ التسجيل : 29/01/2008
https://msilaedc.yoo7.com

تاريخ الشيعة Empty رد: تاريخ الشيعة

الإثنين 26 مايو 2008 - 0:33
التعريف بأهم فرق الشيعة
إن علماء الفرق صنفوا كتبًا كثيرة في فرق الشيعة فمنهم الاثني عشرية و
الباطنية و السبئية, والغرابية, والبياتية, والمغيرية, والهاشمية,
والخطابية, والعلبائية, والكيسانية, والزيدية الجاردوية, والسليمانية,
والصالحية, والبترية,
وبعض هذه الفرق غالت غلوًا عظيمًا, والبعض الآخر أقل
غلوًا, ومن أراد الاستزادة فليراجع مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري,
والملل والنحل للشهرستاني, والفَرق بين الفِرق, لابن طاهر البغدادي.
و الان لنتناول ببعض الشرح كل فرقة علي حدا :-
أولاً: النصيرية:
وتعتبر هذه الفرق من غلاة الشيعة وينتسبون إلى محمد بن نصير المنيري وقد
انبثقت هذه الفرقة من الاثنى عشرية «الرافضة», وغالوا في علي بن أبي طالب
t حتى ألَّهُوه.
واشتهرت هذه الفرقة بحرب الإسلام والمسلمين وبمناصرة النصارى الحاقدين
والوقوف مع التتار المفسدين, كما اشتهرت بالإلحاد في أسماء الله وآياته
وتحريف كلام الله وكلام رسوله صلي الله عليه و سلم عن مواضعه, وإليك ما
قال شيخ الإسلام عن النصيرية في إجابته عن سؤال عنهم: «الحمد لله رب
العالمين, هؤلاء القوم المتسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة
الباطنية أكفر من اليهود والنصارى, بل وأكفر من كثير من المشركين, وضررهم
على أمة محمد صلي الله عليه و سلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار
التتار والإفرنج وغيرهم, فإن هؤلاء يتظاهرون عند جُهال المسلمين بالتشيع
وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه,
ولا بأمر ولا نهي, ولا ثواب ولا عقاب, ولا جنة ولا نار, ولا بأحد من
المرسلين قبل محمد صلي الله عليه و سلم ولا بملة من الملل السابقة, بل
يأخذون كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين, يتأولونه على أمور
يفترونها, يدعون أنها علم الباطن وليس لهم حد محدود فيما يدعونه من
الإلحاد في أسماء الله تعالى وآياته وتحريف كلام الله تعالى ورسوله عن
مواضعه» إلى أن قال: «ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى
عليها النصارى من جهتهم وهم دائمًا مع كل عدو للمسلمين, فهم مع النصارى
على المسلمين, ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار, ومن
أعظم أعيادهم إذا استولى –والعياذ بالله تعالى- النصارى على ثغور
المسلمين.. فهؤلاء المعادون لله ورسوله كثروا حينئذ على السواحل وغيرها,
فاستولى النصارى على الساحل, ثم بسببهم استولوا على القدس الشريف وغيره,
فإن أحوالهم السيئة كانت من أعظم الأسباب في ذلك, ثم لما أقام الله أمور
المسلمين المجاهدين في سبيل الله تعالى كنور الدين الشهيد, وصلاح الدين
وأتباعهما وفتحوا السواحل من النصارى, وممن كان بها منهم وفتحوا أيضًا أرض
مصر, فإنهم كانوا مستولين عليها نحو مائتي سنة, واتفقوا هم والنصارى,
فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد... ثم إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام
وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم..
ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يُسمون «الملاحدة» وتارة يسمون
«القرامطة» وتارة يسمون «الباطنية» وتارة يسمون «الإسماعيلية» وتارة يسمون
«الخرمية» وتارة يسمون «المحمرة».
وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم, ولا ريب أن جهاد
هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات, وهو أفضل من
جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب, فإن جهاد هؤلاء من
جنس جهاد المرتدين, والصديق وسائر الصحابة رضي الله عنهم بدأوا بجهاد
المرتدين قبل الكفار من أهل الكتاب. فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر
أولئك.. ويجب على كل مسلم أن يقوم بذلك على حسب ما يقدر عليه من الواجب
فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه عن أخبارهم, بل يفشيها ويظهرها ليعرف
المسلمون حقيقة حالهم ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله
ورسوله.. والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب
ما لا يعلمه إلا الله تعالى»([20]).
وهذه الفرقة الخبيثة سمت نفسها في العصر الحاضر بالعلويين, وفي فترة
الاحتلال الفرنسي لبلاد الشام وقفت هذه الفرقة مع النصارى الغزاة
الحاقدين, وما أخرج الاستعمار الفرنسي حتى مكنهم من سوريا, وعندما تقلدوا
أمور البلاد انتقموا من أهل السنة انتقامًا تشيب منه الولدان, وتضع كل ذات
حمل حملها من شدة التعذيب وزهق النفوس, واغتصاب العفائف الحرائر من نساء
أهل السنة, والزج بهم وبالرجال إلى السجون, ولا يزال هؤلاء الحاقدون
يتقلدون أمر عاصمة بلاد الشام, نسأل الله أن يعجل بأخذهم ويمكن لأهل دينه
وشريعته.
وهم ينتشرون في جبال اللاذقية, وحماة وحمص في سوريا, وفي لواء الإسكندرونة وطرطوس وأدنة, أو أطنه «في تركيا حاليًا» وفي كردستان
وغيرها([21]).
ومن عقائدهم الفاسدة:
1- تأليه الإمام علي بن أبي طالب t ويعتقدون أنه يسكن السحاب, والرعد
صوته, والبرق ضحكه, وهم لهذا يعظمون السحاب, ومنهم من يعتقد أن عليًا يسكن
في القمر أو الشمس.
2- تناسخ الأرواح: عقيدة من عقائدهم, فالذين لا يعبدون عليًّا يولدون – في
زعمهم- من جديد على شكل إبل أو حمير, أما المؤمن «وهو من يعبد عليًّا
عندهم» فيتحول عندهم سبع مرات, ثم يأخذ مكانه بين النجوم, ومن ينحرف منهم
يولد من جديد, حتى يتطهر ويكفر عن سيئاته ([22]).



وغير ذلك من العقائد الفاسدة.
ولهم أعياد يحتفلون بها يقدمون فيها النبيذ ويرتكبون الفواحش وهي: عيد
الغطاس, والبربارا, وهما عيدان نصرانيان, وعيد «النيروز» وهو مجوسي
([23]).
ويعتبرون هذه الديانة الفاسدة سرًا من الأسرار, ونساؤهم لا دين لهن
مطلقًا؛ لأنهم يعتبرونهن ضعيفات العقول لا يستطعن حفظ الأسرار, والرجل لا
يطلع على سر دينه إلا بعد أن يبلغ التاسعة عشرة من عمره, فيلقن العقيدة
النصيرية في جلسات خاصة ووسط مؤثرات شتى, وإرهاب فكري, وطقوس عجيبة, وتجد
هذا في كتاب «الباروكة السليمانية» لسليمان الأردني الذي كان نصيريًا ثم
تنصر, فألف هذا الكتاب, ولا زال به أهله حتى أماتوه شر ميتة بإحراقة حيًا
([24]).
والذي يجدر الانتباه له أن الدول النصرانية «أمريكا, بريطانيا, فرنسا..
إلخ» وإسرائيل يحرصون على طعن الأمة بهذه الخناجر المسمومة بتقويتها, وفي
الوقوف معها حتى تصل إلى الحكم, لعلمهم أن هذا المسلك من أفضل الوسائل في
إضعاف أمة الإسلام وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ
الْمَاكِرِينَ" [الأنفال:30] ([25]).
ثانيًا: الشيعة الاثنى عشرية:
ولهم أسماء كثيرة اشتهرت بين الناس منها: الإمامية؛ لأنهم يقولون بوجوب الإمامة بالنص الظاهر والتعيين الصادق.
ويقول صاحب كتاب «أعيان الشيعة»: إن هذا الاسم «لقب ينبز به من يقدم
عليًّا عليه السلام في الخلافة وأكثر ما يستعمل للتشفي والانتقام»([26]).

إلا أن الكليني الشيعي في كتابه الكافي وهو عمدة في مذهبهم, بل أعظم كتاب
عندهم ينزلونه منزلة صحيح البخاري عند أهل السنة, ساق ما يدل على أنهم
راضون بهذا الاسم واللقب ويكذبون على الله ويختلقون الإفك.
ويقولون: إن الله خلع عليهم اسم الروافض([27]).

والقوم اشتهروا بالوقاحة وعدم المبالاة بالافتراء على الله وعلى خلقه.
ومن الأسماء التي اشتهروا بها اسم «الاثنى عشرية» لقولهم واعتقادهم بإمامة اثنى عشر إمامًا وهم على الترتيب:
1- أبو الحسن علي بن أبي طالب t (ت40هـ).
2- الحسن بن علي بن أبي طالب t (ت50 هـ).
3- الحسين بن علي بن أبي طالب t (ت61هـ).
4- علي زين العابدين بن الحسين بن علي (ت95هـ).
5- محمد الباقر بن علي (ت 114هـ).
6- جعفر الصادق بن محمد (ت148هـ).
7- موسى الكاظم بن جعفر (ت 183هـ).
8- علي بن موسى الرضا (ت 203).
9- أبو جعفر محمد بن علي «الجواد» (ت 220هـ).
10- أبو الحسن علي بن محمد «الهادي» (ت 254هـ).
11- أبو محمد الحسن بن علي «العسكري» (ت 260هـ).
12- أبو القاسم محمد بن الحسن «المهدي» (ت 256هـ) ([28]).

هؤلاء هم الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة الإمامية, والشيعة الاثنى عشرية
يعتقدون في هؤلاء الأئمة اعتقادات كلها غلو وإطراء وضعوها من عند أنفسهم
ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن معتقداتهم في أئمتهم: أنهم معصومون «من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر
منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمدًا وسهوًا, كما يجب أن يكونوا
معصومين من السهو والخطأ والنسيان؛ لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه
حالهم من ذلك حال النبي»([29]).


ووصفوا أئمتهم بصفات جاوزوا فيها المنقول والمعقول, فعلى سبيل المثال ما
ذكره الكليني في كتابه الكافي المسمى عندهم «أصول الكافي» حيث إنه عقد
أبوابًا فيها أحاديث من إفكهم وزورهم كلها تضمنت غلوهم في أئمتهم.
وإليك بعض عناوين تلك الأبواب:
«باب أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه»([30]),
«باب أن الأئمة هم أركان الأرض»([31]),

«باب أن الأئمة عندهم جميع الكتاب التي نزلت من عند الله عز وجل, وأنهم
يعرفونها على اختلاف أدلتها»([32]), «باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا
الأئمة»([33]), «باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة
والأنبياء والرسل»([34]), «باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا
يموتون إلا باختيار منهم»([35]), «باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما
يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء»([36]), «باب أن الله لم يعلم نبيه علمًا إلا
أمر أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه شريكه في العلم»([37]), «باب أن الأئمة
لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له وما عليه»([38]), «باب أن الإمام
يعرف الإمام الذي يكون بعده»([39]), «باب في أن الأئمة إذا ظهر أمرهم
حكموا بحكم داود وآل داود ولا يسألون عن البينة»([40]), «باب أنه ليس شيء
من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند الأئمة وأن كل شيء لم يخرج من
عندهم فهو باطل»([41]).


وهكذا أخي القارئ: نجد الغلو الممقوت عند علماء الاثنى عشرية, فإذا راجعت

(مرآة العقول) للمجلسي وجدته في مستنقع الغلو الآسن وقع حيث زعم أن عصمة
الأئمة فوق عصمة الأنبياء, لأنهم أعلى درجة منهم([42]). وأما


إمامهم المعاصر, ومرجعهم الأعلى, وآيتهم العظمى, وهو من يعرف بزعيم

الثورة الإيرانية فيحتاج إلى شيء من البيان والإيضاح, لالتباس الأمر على

شباب أهل السنة, بل حتى على دعاتهم وبعض علمائهم الذين انخدعوا بشعارات

الشيعة البراقة لكسب أهل السنة, غير مبالين بعهود أعطوها, ومواثيق ألزموا

بها أنفسهم بل غدروا بهم في إيران وقتلوهم وسجنوهم, وهدموا بيوتهم, فإذا

راجعت كتاب «وجاء دور المجوس»([43]) رأيت العجب العجاب في أعمالهم

الشنيعة وأقوالهم القبيحة حيث إن الكتاب أجاد في كشفهم وفضحهم وبين
عوراتهم ووسائلهم في التستر وعلاقتهم ببقية فرق الشيعة في وقوفهم سدًا
منيعًا ضد أهل السنة.
إن الاثنى عشرية لم يحترموا عقلاً ولم يقدسوا شرعًا ولم يلتزموا نقلاً ولم
يكرموا علماءهم ولا شيوخهم, بعكس أهل السنة الذين أعطوا لهؤلاء الأئمة من
الحق والتكريم وإنزالهم منزلتهم التي يستحقونها, ويعجبني في هذا المقام ما
قاله الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- مبينًا عقيدة أهل السنة فيهم:
«فمولانا الإمام علي: من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله
عنهم, نحبه أشد الحب, ولا ندعي عصمته, ولا عصمة أبي بكر الصديق, وأبناه
الحسن والحسين سبطا رسول الله صلي الله عليه و سلم وسيدا شباب أهل الجنة,
ولو استخلفا لكانا أهلاً لذلك.
وزين العابدين: كبير القدر, من سادة العلماء العاملين, يصلح للإمامة, وكذلك ابنه جعفر الباقر, سيد إمام فقيه يصلح للخلافة.
وكذلك ولده جعفر الصادق: كبير الشأن من أئمة العلم, كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور.
وكان ولده موسى: كبير القدر, جيد العلم, أولى بالخلافة من هارون, وله نظراء في الشرف والفضل.
وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن له علم وبيان, ووقعٌ في النفوس, صيَّره المأمون ولي عهده لجلالته, فتوفى سنة ثلاث ومائتين.
وابنه محمد الجواد: من سادة قومه, لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه.
وكذلك ولده الملقب بالهادي: شريف جليل.
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى([44]). وأما الإمام

الثاني عشر فقال فيه: «ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة وأنه
صاحب الزمان, وأنه صاحب السرداب بسامراء, وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملأ
الأرض عدلاً وقسطًا, كما مُلئت ظلمًا وجورًا, فوددنا ذلك –والله- وهم في
انتظاره من أربعمائة وسبعين سنة([45]). ومن أحالك على غائب لم ينصفك,

فكيف بمن أحال على مستحيل؟ والإنصاف عزيز, فنعوذ بالله من الجهل والهذي
»
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى